ما معنى لعن الله النامصة والمتنمصة، وما هي حدود النمص ومتى تعتبر المرأة النامصة بإزالة الشعر من حاجيبها، وهل تطرد النامصة فعلاً من رحمة الله؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
يقول فضيلة الشيخ إبراهيم جلهوم شيخ المسجد الزينبي بالقاهرة
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله" فقالت له امرأة في ذلك فقال: وما لي لا ألعن من لعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في كتاب الله. قال الله تعالى: "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عن فانتهوا" (من الآية 7 من سورة الحشر) متفق عليه
والوشم هو أن يغرز في ظهر الكف أو المعصم أو الشقة حتى يسيل الدم ثم يحشى ذلك الموضع بالكحل أو غيره فيخضر، وذاك ما يستحسنه الفساق، فالواشمة على هذا هي فاعلة الوشم بغيرها، والمستوشمة هي التي طلبت من غيرها أن تفعل بها ذلك.
والنامصة هي التي تأخذ من شعر حاجب غيرها وترققه ليصبح حسنًا والمتنمصة هي التي تأمر من يفعل بها ذلك .
والمتفلجة هي التي تبرد من أسنانها ليتباعد بعضها عن بعض من باب التحسين وتجميل المنظر وإيهام الناس بأنها ما تزال في سن الشباب مع أنها بلغت من العمر ما بلغت، لكنها إن احتاجت لفعل ذلك لداء أصابها أو علة حلت بها فلا ضير عليها في ذلك.
والتي تقع فيما ذكرناه أو تتخذه حرفة لها تصنعه بغيرها من النساء تعرض نفسها للطرد من رحمة الله، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعنها ليلفت نظرها إلى أن ذلك فعل مخالف لهديه القويم في صيانة المرأة بسياج أخلاقي متين، وحصن ديني حصين، يرفعها إلى المستوى الكريم، فإن انتهت عن الوقوع في تلك المخالفات والانحرافات فإن الله تبارك وتعالى يقول: "إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحًا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورًا رحيمًا" (الآية 70 من سورة الفرقان).
على أن الشرع الحكيم أجاز للمرأة بأن تتزين لزوجها من أجل أن تكون في نظره كما ورد (إذا نظر إليها سرته).
والله أعلم
